قراءة فى تقرير البنك المركزى المصرى الأخير

قراءة فى تقرير البنك المركزى المصرى الأخير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
خبر سيء قريته إمبارح كان بيغطى تقرير البنك المركزى المصرى عن الربع الأول للسنة المالية 2018 / 2019 .. الخبر بيقول :
 
( 94 % تراجع فى فائض ميزان المدفوعات بسبب هروب الأموال الساخنة )
 

و دى روابط ممكن تفيدكم لو حد حابب يستزيد :

 

http://cutt.us/KYPa7

http://cutt.us/WLK4M

 

 
قبل ما أدخل فى تفاصيل الخبر لازم حضراتكم تبقوا فاهمين إيه هو ميزان المدفوعات ..
 
ميزان المدفوعات :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
 
سجل تجارى بتسجل فيه الدول كل التدفقات المالية الداخلة ليها و الخارجة منها .. بمعنى أبسط هو الحساب اللى عن طريقه بنعرف نقيس كمية الفلوس اللى بتدخل للبلد و اللى بتخرج منها و الميزان ده بيتعمل كل 3 شهور ..
 
ــــــ
 
الخبر بيقول إن فى الربع الأول من العام المالى الحالى حصل تراجع فى فائض الميزان بنسبة 94 % و ده رقم كبير جداً .. الخبر كمان بيقول إن السبب فى ده هو خروج الأموال الساخنة من البلد ..
 
بكل أسف فى ناس كتير أوى حذرت من الإعتماد على الأموال الساخنة كمورد أساسى للعملة الصعبة فى مصر و لكن كان دايماً التحذيرات دى مبتلاقيش صداها عند صاحب القرار الإقتصادى .. دلوقت و مع اول موجة خروج للاموال الساخنة ظهرت عورات الإقتصاد بشكل مزعج .. تعالوا نفصص الخبر بقى ..
 
ـــــ
 
البنك المركزى أعلن إنخفاض الفائض من 5.07 مليار دولار نهاية سبتمبر 2017 إلى 284.1 مليون دولار نهاية سبتمبر 2018 .. يعنى إحنا كان عندنا فائض سيولة دولاية أكثر من 5 مليار دولار و بعد مرور سنة بقت حوالى ربع مليار بس و للأمانة برضه فالفائض ده خلال السنين اللى فاتت كان بيزيد و يقل يعنى مكانش ثابت على معدل ال 5 مليار دول .. المؤسف فى الأمر إن زيادة الفائض ده كان بيرجع بالأساس لإرتفاع وتيرة الإقتراض .. أستلف دولارات .. تسمع فى الميزان .. تعمل فائض .. فى حين إنها زيادة خادعة راجعة للديون سواء قروض أو أموال ساخنة و بمجرد سدادها الميزان ينخفض الفائض بتاعه و لو مخدناش بالنا فمتوقع إنه يدخل فى مرحلة العجز تانى .. بالمناسبة الإحتياطى الاجنبى إنخفض بحوالى 2 مليار دولار لنفس الفترة ..
 
ـــــ
 
تقرير البنك المركزى أكد على إن التراجع الكبير ده له عدة أسباب :
 
1 – خروج إستثمارات الأجانب فى أدوات الدين الحكومية ( الاموال الساخنة )
 
و هو بكده بيأكد على صحة التحذيرات اللى ناس كتير – و أنا منهم – حذروها من عواقب إستمرار إعتمادنا عليها رغم إنها ديون مش إستثمارات فعلية .. بالمناسبة إستثمارات الأجانب بتتراجع للشهر الثامن على التوالى و حصيلة الأموال المحولة للخارج وصلت 10.68 مليار دولار من إبريل 2018 لحد النهاردة ..
 
موضوع خروج الاموال الساخنة ده كنت توقعته و إتكلمت عنه فى البوست ده من شهر تقريباً
http://cutt.us/RXHBS
 
ــــ
 
2 – إرتفاع عجز ميزان دخل الإستثمار
 
ميزان دخل الإستثمار هو اللى بيقيس المدفوعات الخارجية زى حقوق الشركات الأجنبية و فوائد الدين الخارجى مقابل المتحصلات زى التحويلات الواردة للشركات الأجنبية .. يعنى مؤشر بيقيس حجم الاموال الداخلة و الخارجة فى مجال الإستثمار .. المؤشر ده حقق عجز قدره 2.04 مليار دولار بزيادة 35 % عن نفس الفترة السنة اللى فاتت ..
 
ـــــ
 
3 – تراجع الاستثمار الأجنبى المباشر
 
الإستثمار الأجنبى المباشر هو الإستثمار الفعلى المفيد لأى إقتصاد .. مستثمر أجنبى جاى و معاه عملة صعبة هيبدلها بجنيه مصرى و يفتح مشاريع و مصانع .. مصر هتستفيد بالدولارات و هتستفيد بالضرائب و هتستفيد بتقليل حجم البطالة .. ده إستثمار رائع و مفيد .. بكل أسف الإستثمار ده كمان بيتراجع .. فى نفس الفترة اللى هى الربع الاول للعام المالى الحالى تراجع الإستثمار الأجنبى المباشر ل 1.09 مليار دولار مقابل 1.84 مليار دولار السنة اللى فاتت .. تراجع قدره 744 مليون دولار بنسبة 40 % تقريباً ..
 
حتى مكونات الإستثمار الأجنبى فى مصر متبشرش بخير .. لو بصينا لعناصر الإستثمار الأجنبى المباشر فى مصر هنلاقى أكتر من 65 % منه موجه لقطاعين فقط .. البترول و الإستثمار العقارى .. الوضع ده غير مبشر لإن مصر مش دولة بترولية و بالتالى لا تملك إحتياطيات تخلينا نبنى عليها خطة التنمية لسنين طويلة قدام .. كمان القطاع العقارى مش هيقدر يشيل عبء الإقتصاد المصرى و ده يمكن وضحته بالتفصيل فى سلسلة الفقاعة العقارية و ممكن ترجعولها للإستزادة على الروابط دى :
 
http://cutt.us/HUI8T
http://cutt.us/k4cZw
http://cutt.us/CMhXL
 
ـــــ
 
4 – إرتفاع عجز الميزان التجارى
 
السبب الأقوى و الأصعب و الأكثر ألماً هو زيادة العجز فى الميزان التجارى ..
 
الميزان التجارى يا جماعة هو الميزان اللى بيقيس الفارق بين حجم الصادرات و حجم الواردات .. لما الصادرات بتبقى أكتر بيبقى إسمه فائض و ده مفيد طبعاً للإقتصاد .. أما لو الواردات اكتر بيبقى إسمه عجز و بيبقى مضر لأقصى درجة بالإقتصاد لإن عملتك الصعبة بتخرج بره البلد ..
 
إحنا وارداتنا زادت بنسبة 13 % و وصلت ل 16.68 مليار دولار بعد ما كانت 14.74 مليار بس فى نفس الفترة المالية السنة اللى فاتت .. صادراتنا كمان إرتفعت بنسبة 16 % و وصلت ل 6.78 مليار دولار بعد ما كانت 5.84 مليار السنة اللى فاتت .. لكن إجمالاً ففى عجز كبير يصل ل 10 مليار دولار بين الإتنين .. 10 مليار دولار بيخرجوا من البلد كل 3 شهور و للأسف بيتوجهوا لسلع إستهلاكية مش لمواد خام داخلة فى عصب الصناعة هيعاد تصنيعها و تتصدر تانى .. 10 مليار نتيجة نمط إستهلاكى متسارع القطاع الصناعى المصرى مش قادر يغطيه للأسف ..
 
ــــ
 
أخيراً و عشان الصورة متبقاش ضلمة أوى كده فيجب علينا الإشارة لإن تراجع الفائض فى ميزان المدفوعات كان ممكن يقلب بعجز فعلى لولا إن فى بعض القطاعات قدرت تحقق نتائج إيجابية جداً زى القطاع الخدمى و على رأسه قطاع السياحة اللى حقق طفرة تنموية بنسبة 40 % عن السنة اللى فاتت بالإضافة لزيادة تحويلات المصريين بالخارج اللى ساعد فى النهاية على إستقرار الحساب الجارى فى ميزان المدفوعات ..
 
و عشان محدش يتوه من أخر سطر ده فميزان المدفوعات بيتقسم ل 3 حسابات رئيسية :
 
– الحساب الرأسمالى
– الحساب المالى
– الحساب الجارى
 
الأخير ده هو اللى ساهمت السياحة و إيرادات قناة السويس و تحويلات المصريين فى إستقراره و لولا الطفرة دى لكان ميزان المدفوعات دخل فى مرحلة العجز .. البيانات الصادرة المرة دى تعتبر مؤشر لينا و تحذير إضافى لمئات التحذيرات السابقة .. لازم نشتغل .. لازم ننتج .. لازم يبقى فى إستثمار مباشر سواء أجنبى أو محلى .. لازم حوافز للإستثمار .. لازم نقلل إعتمادنا على القروض و الديون .. لازم نقلل إعتمادنا على الأموال الساخنة .. لازم ندعم المشاريع الصغيرة و متناهية الصغر .. دعم بجد مش كده و كده ..
 
الإصلاح الإقتصادى و التنمية المستدامة لازم يقوموا على عناصر مستديمة هما كمان .. الإستثمار و التصدير هما أبرز المصادر المستديمة لزيادة الدخل و بالتبعية نمو الإقتصاد .. أما الاموال الساخنة و الإقتراض حلول تمويلية مؤقتة يمكن بتحل أزمة فى وقت من الاوقات لكن الإعتماد شبه الكلى عليها مبيخلقش تنمية بل بالعكس بيحمل الموازنة أعباء سداد فوائدها ..
 
الله المستعان و ربنا يكتبلنا الخير و تحياتى لحضراتكم ..
 
ـــــ
لقراءة الموضوع على التطبيق الخاص بالكاتب على جوجل بلاى‎ :
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.amkamel.arabyhost
‏ ‏‎
لقراءة الموضوع على التطبيق الخاص بالكاتب على آب ستور‎ :
https://itunes.apple.com/app/id1432249734
‏ ‏‎
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ