ردود على تساؤلات عثمانية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلوقتى يا جماعة فى خناقة على السوشيال ميديا بخصوص مسلسل ممالك النار لا تقل دموية عن اللى حصل فى حروب العصور الوسطى .. فريق كل همه يشيطن الدولة العثمانية و فريق تانى كل همه ينزههم من الخطايا .. هجوم و دفاع مستميت بتحركه التوجهات السياسية بشكل فظيع ..
خلال اليومين اللى فاتوا إتعملى حوالى 3122 مينشن على بوستات بتتكلم عن الموضوع ده .. فى البوست ده هحاول إنى أرد على كام نقطة قريتهم فى أحد البوستات إمبارح .. بسم الله ..
ـــــ
1 – البوست قال إن ( عثمان الأول ) مؤسس الدولة قتل أخوه ( سارو باطو سافجى )
الرد :
كلام غير صحيح لإن ( سارو باطو سافجى ) استشهد فى معركة دومانيتش ثالث معارك العثمانيين سنة 1287 م .. يعنى الراجل مات و هو بيحارب فى صف أخوه مش ضده حتى إن بعض الروايات قالت إن عثمان هو اللى قتل ( كالانوز ) قائد البيزنطين فى المعركة دى إنتقاماً لمقتل أخوه ..
ـــــ
2 – البوست قال إن ( سليمان القانونى ) أعدم إبنه ( مصطفى )
الرد :
صحيح .. سليمان القانونى أعدم مصطفى إبنه الكبير فعلاً لإنه ظن إنه بيتعاون مع الدول المحيطة بالدولة العثمانية و بيخطط عشان ينقلب عليه ومن وجهة نظره ده تمرد يستوجب القتل حتى لو كان من إبنه .. الحقيقة موضوع الإنقلاب ده محصلش و دى كانت مؤامرة رسمها الصدر الأعظم ( رستم باشا ) بدعم من ( روكسلانا ) الزوجة الثانية لسليمان لرغبتها إن ولاية العهد تبقى فى أحد أبناءها مش لمصطفى اللى كان إبن لسلطانة تانية إسمها ( ماهى دوران ) .. يعنى الموضوع كله كان مكائد و دسائس نسجتها روكسلانا و نفذها رستم و وقع فيها سليمان القانونى و دى كانت نقطة سوداء فى تاريخه ..
ـــــ
3 – البوست قال إن السلطان ( محمد الفاتح ) أقر قانون قتل الأخوة
الرد :
صحيح .. محمد الفاتح بالفعل أقر القانون ده لكن مينفعش نقف لحد هنا لازم يكون فى توضيح .. الفاتح أقر عقوبة القتل على كل من يحاول التمرد على الدولة و أعلن العصيان على السلطان (( حتى لو كان من الأشقاء أو الأبناء )) و طبعاً إجازة القانون جت بعد موافقة شيخ الإسلام و باقى العلماء و الفقهاء اللى أجازوا العقوبة على إعتبار إنها تندرج تحت بند البغى و الإفساد فى الأرض ..
حاجة كمان خلت محمد الفاتح يعمل كده و هى إنه لما درس أسباب تفكك الممالك و إنهيارها لقى إن أبرز الأسباب هو تصارع الإخوة على الملك من بعد وفاة السلطان فكان القانون ده من وجهة نظرة الضمانة لعدم التصارع على الملك مستقبلاً و إن أى حد هيحاول التمرد على السلطان المختار فمصيره هيكون الموت ..
ـــــ
4 – البوست قال إن السلطان ( محمد الفاتح ) قتل إخواته كلهم و أولادهم بعد صب الرصاص المنصهر فى عيونهم و كمان قتل الأمير أحمد أخوه الرضيع اللى عنده 5 شهور و نص بعد ما أمر واحد من قواده إسمه ( أفرانوس ) إنه يقتله
الرد :
الكلام ده محصلش نهائى ..
بعض الروايات قالت إن السلطان ( مراد الثانى ) أبو الفاتح كان عنده 5 أبناء ذكور منهم الفاتح نفسه .. إتنين عاشوا لحد ما الفاتح بقى سلطان و إتنين ماتوا فى حياة مراد منهم أحمد اللى توفى سنة 1437 و كان شاب مش طفل رضيع .. روايات تانية قالت إن كل الأولاد الذكور ماتوا فى حياة مراد و متبقاش غير محمد الفاتح .. بخلاف الروايتين دول ففى رواية تانية ذكرت وفاة الأمير أحمد و لكن كان موت قدرى بعد ما وقع من المربية فى الحمام و غرق ..
أما الرواية الوحيدة اللى إتذكر فيها أفرانوس فقالت إن الأمير أحمد موقعش قدراً فى الحمام و لكن أفرانوس هو اللى دخل الحمام و قتله – معرفش إيه السبب – و إن السلطان محمد الفاتح قتل أفرانوس بعدها عقاباً ليه و حتى الرواية دى متهمتش الفاتح بقتل أخوه .. يعنى لا كان فى قتل لإخواته و لا أولادهم و لا كان فى رصاص منصهر و لا الهرى ده كله ..
الخلاصة أنا ملقتش مصدر يشير للموضوع ده على حد إجتهادى و جايز يكون فى مصدر أوروبى للكلام ده أنا معرفوش و لكن حتى لو إتوجد فطبيعى جداً إن الرواية تشوه محمد الفاتح بعد اللى عمله فيهم فى القسطنطينية و ما بعدها ..
ـــــ
5 – البوست ذكر موضوع عزل الأمراء العثمانيين فى أقفاص و عدم مخالطتهم للنساء لمنعهم من التناسل
الرد :
صحيح .. موضوع الأقفاص حقيقى و إن مكانتش أقفاص زى السجون كده .. هى كانت أجنحة فى القصر بيتم عزل الأمراء فيها بمجرد بلوغهم الحلم بغرض منعهم من التناسل و بالمناسبة كانوا بيعاشروا فيه الجوارى عادى و لكن الجوارى العقم اللى مبيخلفوش ..
الأقفاص هدفها الأساسى كان العزل منعاً للتصارع على كرسى السلطنة و الأمراء المعزولين مكانوش بيتعلموا فى الأجنحة دى بالقدر الكافى و حتى لو إتعلموا فهو تعليم نظرى بدون التدرج فى المناصب الإدارية و بالتالى كفاءتهم بتبقى أقل فى حالة وصولهم لكرسى السلطنة و طبعاً مش محتاج أشرح ده كان أثره إيه على الدولة العثمانية فى المستقبل ..
ـــــ
6 – البوست ذكر إن السلطانة ( كوسم ) قتلت إبنها السلطان ( إبراهيم الأول ) عشان تتولى هى السلطنة مكانه
الرد :
فى البداية كده مفيش ستات بتوصل لمنصب السلطان و أخرهم منصب سلطانة كزوجة للسلطان أو منصب السلطانة الأم إذا كانت أم السلطان ..
ثانياً موضوع قتلها لإبنها إبراهيم حصل بشكل غير مباشر و الصحيح إن إبراهيم لما تولى السلطة مكانش على قدر المسئولية و أدار البلاد بشكل خاطىء و ساءت أحوال الدولة المالية و ده أدى لغضب الجنود الإنكشارية و دول كانوا أقوى فرع من فروع الجيش العثمانى بالمناسبة و ده كان ممكن يوقع الدولة ككل ..
السلطانة كوسم كانت شايفة إن أسلوب إبنها غلط و كانت عاوزه تقومه فالحل من وجهة نظرها كان دعم الإنكشارية ضده و كان ظنها إن إما أسلوبه الإدارى هيتعدل أو إنه هيديها مساحة أكبر فى إدارة الأمور لكن اللى حصل إن الإنكشارية إتصرفوا من دماغهم و تأمروا عليه و قتلوه دون علمها فأصبحت شريكة بالدعم حتى لو مكانتش متصورة إن ده هيحصل ..
ـــــ
7 – البوست قال إن السلطان ( محمد الثالث ) قتل إخواته ال 19 ليله توليه السلطة
الرد :
الحقيقة أنا سمعت فى الموضوع ده رأيين ..
الرأى الأول بيقول إن الحادثة ملفقة بالكلية و محصلتش من الأساس ..
الرأى التانى بيقول إنها حصلت و لكن السلطان مكانش له يد فيها و الرأى ده بتدعمه القصة دى :
إن السلطان مراد الثالث عين الأمير محمد الثالث ولى للعهد فى حياته و عينه كمان والى على مقاطعة مانيسا و دى بينها و بين إسطنبول 9 أيام بمقاييس زمنهم .. المهم لما السلطان مراد مات و رجع محمد الثالث على العاصمة عشان يستلم منصبه ملقاش إخواته فلما سأل عليهم ردت عليه أمه ( السلطانة صفية ) بإنهم ( لحقوا بأبيهم ) فعرف إنهم إتقتلوا و للأمانة فالرواية ذكرت إن نفس السلطان هدأت لما سمع الخبر و إطمئن على إستتباب ملكه .. يؤخذ عليه كمان إنه مخدش أى إجراء ضد أمه المسئولة عن قتلهم و الواضح إن شخصيته كانت ضعيفة قدامها خاصة إن الست دى كانت قوية و مفترية فعلاً و يقال إن موضوع الأقفاص اللى ذكرته فى النقطة الخامسة كان من بنات أفكارها و بدأ فى عهدها ..
ـــــ
8 – أخيراً البوست إتكلم عن سليم الأول ( محور المسلسل ) و إنه قتل إخواته و 5 من عيالهم كدليل على وحشيته و دمويته
الرد :
صحيح و لكن البوست ذكر القصة مجتزأة فخلينا نجيب الموضوع من الأول عشان نوضحه ..
فى نهاية عهد السلطان ( بايزيد الثانى ) كان بيخطط لتولية إبنه ( أحمد ) من بعده و ده ضايق ( سليم ) فأعلن العصيان على والده و جهز جيش لمحاربته فخاف السلطان من الفتنة و راضى سليم بتوليته إقليم فى صربيا و قاله إنه هيعيد نظر فى مسألة ولاية أخوه .. الأخ الثالث ( شاهزادة قورقود ) لما شاف اللى حصل جهز جيش هو كمان و استقل بأحد الولايات إسمها ( صاروخان ) .. وسط ده كله يقرر ( بايزيد ) إنه يولى ( أحمد ) رسمياً فيغضب ( سليم ) جداً من اللى حصل و يجهز جيش و يستولى على مدينة ( أدرنة ) اللى هى العاصمة القديمة للدولة و عليه يقرر ( بايزيد ) إنه يجهز جيشين عشان يأدب الولدين المنشقين فحاربهم و نجح فى إنه يشتتهم ..
اللى حصل خلى الإنكشارية الموالين لسليم يغضبوا و دول قوة لا يستهان بيها و كانوا بيحبوا ( سليم ) جداً و شايفين إنه الضمان الوحيد لإستمرار حرب الصفويين و إن ( أحمد ) مش هيقدر يدير الحرب دى .. المهم .. تحت الضغوط دى و خوفاً من الفتنة و الإنشقاق تم تسليم السلطة لسليم الأول بدلاً من أخوه ( أحمد ) و بقى هو السلطان فعلياً ..
بعدها مباشرة بيموت ( بايزيد ) و بوفاته بيبتدى الأخين ( أحمد و قورقود ) يجهزوا جيوشهم عشان يقضوا على ( سليم ) و ينتزعوا منه الملك و عاونهم فى ده واحد من الوزراء إسمه ( كوجا مصطفى باشا ) إلا إن سليم اكتشف الخيانة و أعدم مصطفى باشا و بعدها حارب إخواته و قتلهم و قتل كمان 5 من ولادهم ..
يعنى ( سليم الأول ) مكانش ملاك و حاول الإنقلاب على أبوه فعلاً و ده الصحيح فى البوست و لكن بخصوص قتله لإخواته فكان فى إطار الحرب الأهلية اللى حصلت بعد وفاة والدهم السلطان ( بايزيد الثانى ) فزى ما قلتلكم القصة صحيحة أه و لكن إتذكرت فى البوست ناقصة ..
ـــــ
الملخص يا جماعة إن مفيش داعى للخناقة دى لإن زى ما هو معروف فالتاريخ حمال أوجه و الروايات كتير أوى و كتير منها ضد بعضها تماماً و لو دورت هتكتشف حاجات عجيبة مكنتش تتخيل إنها تحصل لكنها حصلت فلا الدولة العثمانية منزهة من الخطأ و لا هى أصل الشرور فى الدنيا .. دول بشر .. منهم اللى اجتهد و عمل لآخرته و منهم اللى عمل لدنياه ..
دولة ليها أيادى بيضاء على الإسلام و المسلمين خاصة فى بداية و أواسط عهدها و لها أخطاءها اللى أثرت علينا كمسلمين فى العالم كله لحد يومنا الحالى .. فبالراحة بالله عليكم و إنتوا بتتخانقوا عشان محدش هياخد معاه حاجة و محدش هيشاور علينا و يقول اللى فاز فى الخناقة أهو و مش هينوبنا غير إننا نخسر بعض ..
ـــــ