خواطر إقتصادية مصرية (1)

by author page

0 comments مقالات متنوعة

خواطر إقتصادية مصرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزء الأول :
ـــــــــــــــــــ

– إيه أصل المشكلة فى الإقتصاد المصرى ؟

– و إيه أسبابه ؟

– و إيه الحل للخروج من الوضع الخطير ده ؟

– إيه هو التضخم و الركود و الكساد و إيه هى آثارهم ؟

– يعنى إيه عجز موازنة و عجز ميزان مدفوعات و عجز ميزان تجارى ؟

ــــــــــــــ

* أسئلة من دى و أكتر منها كمان بتدور فى ذهن أغلب الشعب المصرى اللى لقى نفسه فجأه مهتم بالإقتصاد رغم إن عمره ما فكر يقرأ كلمه بخصوصه .. فجأه لقى نفسه بيسمع لأول مرة كلام صعب و غريب و مش مفهوم بالنسبة له و المصيبة إنه مش قادر يحدد مدى خطورته و لا آثاره و هل ده هيأثر على دخله و بيته و إسرته و لا لأ .. و لو أثر هيبقى مداه قد إيه ؟

* النهاردة أنا مش هتكلم عن موضوع معين .. أنا قررت أكتب اللى ييجى على بالى فيما يخص الإقتصاد المصرى .. أول 3 أو 4 أفكار هتيجى فى بالى هكتبها بدون ترتيب زمنى و يا رب أتوفق فى توصيلها لحضراتكم .. أربطوا الأحزمة .. هناخد جولة سريعة فى أخر المستجدات اللى حصلت الفترة اللى فاتت ..

ــــــــــــــ

* فى البداية كده عشان تفهم مصر وصلت للمرحلة دى إزاى فهطلب من حضرتك نتخيل الآتى ..

– تخيل إن مصر بنى آدم ..

– البنى آدم ده يملك مال و عنده دخل كويس ..

– تخيل إن عنده طفلين بالعدد ..

* وضع مثالى .. ثروة مش بطالة .. دخل كويس و وضع إجتماعى ممتاز بالمقارنة مع جيرانه اللى كانوا لا يملكوا ربع المقومات اللى بيملكها هو .. المشكلة حصلت لما الشخص ده كبر و أولاده كمان كبروا .. و كتروا .. و لظروف ما – لا داعى لذكرها – ثروته إختفت و أصبح عايش على دخله الكويس بس .. لكن مع تزايد أفراد أسرته الدخل مبقاش كافى لتلبية متطلبات الأسرة دى و ده خلى الشخص ده يستدين عشان يأكل أولاده و فضل عايش بالأسلوب ده لفترة مش قصيرة .. يستدين و يستدين و يستدين .. لحد ما بقى دخله لا يغطى إنفاقه و بقى بالسالب .. ده أجبره إنه يغير نمط حياته و يستغنى هو و أولاده عن حاجات كتير كانوا بيعتبروها أساسية لكنها فى الوضع ده بقت فى حكم الرفاهيات و ده عشان يقدر يسدد ديونه القديمة ..

ــــــــــــــــــ

* عشان تبقى مركز و مش تايه فأنا هقولك على مصطلحات مهمة هنحتاجها مع الوقت ..

– الموازنة العامة للدولة :

دى الخطة اللى بتعملها الدولة لتحديد الإنفاق المستقبلى ليها عن طريق تحديد الإيراد المتوقع و المصروفات المتوقعة و لو الإيراد زايد عن المصاريف فبيبقى إسمه فائض و لو المصاريف أكتر بيبقى إسمه عجز ..

– ميزان المدفوعات :

ده ميزان بيبين حجم الإيراد من العملة الصعبة مقارنة بحجم الإنفاق يعنى إجمالى الداخل من الدولار مثلاً مقارنة بإجمالى الخارج منه ..

فى جانب الإيراد مثلاً هتلاقى عوائد التصدير و تحويلات المصريين بالخارج و إيراد السياحة و إيراد قناة السويس و أى إيرادات تانية و فى جانب المصروفات هتلاقى مخصصات الإستيراد و أقساط الديون و فوايدها و أى إنفاق تانى يكون بالعملة الصعبة ..

– الميزان التجارى :

ده ميزان بيوضح حجم صادرتنا مقارنة بحجم وارداتنا و لو الصادرات أكتر الفرق يبقى إسمه فائض لإن الإيراد أكتر و لو الواردات أكتر الفرق بيبقى إسمه عجز لإن الإنفاق أكتر ..

– الدين الداخلى :

دى القروض اللى بتاخدها الدولة من الشعب عن طريق آداه إسمها أذون الخزانة بتطرحها فى السوق و بتشتريها البنوك و بالطبع الفلوس اللى فى البنوك هى بتاعة الشعب فده معناه إن الحكومة بتكون إقترضت من الشعب و لكن عن طريق وسيط اللى هو البنوك ..

* الدين الخارجى :

– نفس شرح الدين الداخلى و لكن بيبقى الإقتراض من الخارج و ده عن طريق آداه إسمها سندات خزانة بيتم طرحها دولياً و بيشتريها دول أجنبية أو هيئات مالية عالمية ..

– أو عن طريق قروض من مؤسسات نقدية زى صندوق النقد الدولى أو البنك الدولى أو بنوك عالمية ..

– أو عن طريق قروض أو ودائع من دول أجنبية زى ودائع السعودية و ليبيا و تركيا اللى هنسدد جزء منهم خلال العام الجارى ..

– أو عن طريق توريد منتجات بتسهيلات زى ما حصل مؤخراً مع شركة أرامكو السعودية اللى هترجع توردلنا مواد بترولية و السداد هيبقى على فترة طويلة ( 15 سنة ) و دى هذكرها إن شاء الله فى المقال الجاى عشان دى فيها كلام مهم لازم يتقال لإرتباطها بسعر صرف الدولار http://cutt.us/43IZn

ـــــــــــــــــــــ

* مصر عندها مشكلة كبيرة جداً هى إرتفاع العجز فى الموازنة العامة بشكل متتالى يعنى فى العام المالى 2014 / 2015 كان العجز 240 مليار جنيه إرتفع فى العام المالى 2015 / 2016 إلى 281 مليار جنيه و ده كان يمثل 9.9 % من إجمالى الناتج المحلى الإجمالى http://cutt.us/JsH80 طبعاً ده بيأثر على معدلات النمو بالتأكيد ففى الوقت اللى الحكومة توقعت معدل نمو 5 % #وكالة_فيتش_للتصنيف_الإئتمانى #Fitch_Ratings توقعت معدل نمو 3.6 % بس http://cutt.us/sPY7n

* الحكومة عاوزة تخفض الدعم عشان تقلل العجز ده لإن الدعم بيزود الإنفاق لكن السنة دى الدولار سعره زاد جداً سواء فى البنوك أو حتى الدولار الجمركى و فوق ده التضخم زاد و وصل إلى 31.7 % كأكبر نسبة وصلها فى تاريخ مصر http://cutt.us/mgdJ3 .. ده أثره هيبان فى أسعار السلع بشكل كبير و بالتالى هيكبر مشكلة تخفيض الدعم أمام الحكومة لإنها مش هتقدر تضيف أعباء جديدة بالشكل ده على الناس و ده هيرفع حجم العجز بشكل تلقائى ..

* تقليل العجز شرط من شروط صندوق النقد عشان يكمل فى مفاوضات القرض اللى المفروض الدفعة الثانية منه كانت تتسلم اليومين دول و اللى إتأجلت لحد زيارة وفد الصندوق فى أواخر إبريل و عدم تخفيض العجز بيحط الحكومة تحت ضغط كبير جداً و بيضعف موقفها أمام مسئولى الصندوق .. إزاى الناس مش لاقية تاكل و أجى أنا أزود سعر البنزين على سبيل المثال و اللى هيتبعه موجة غلاء كبيرة بسبب تكاليف النقل من ناحية و بسبب جشع التجار و ضعف الرقابة عليهم من ناحية .. موقف صعب و مش عارف هيحلوه إزاى بصراحة ..

* بإفتراض إن الصندوق قبل تأجيل الشروط دى و صرف لنا الدفعة الثانية فالعجز الكبير ده هيحتاج إن الحكومة تقلل فجوته فهتعمل إيه ؟

– بالظبط .. زى ما توقعتم بالظبط .. هتقترض داخلياً عن طريق إصدار أذون خزانة و ده هيرفع حجم الدين الداخلى إلى 3.19 تريليون جنيه و ده الرقم اللى تم إقراره فى موازنة 2016 / 2017 http://cutt.us/gDZwL

– حتى لو إقترضنا فإحنا هنقابل مشكلة كبيرة جداً تتمثل فى سعر الفائدة على الإقراض و اللى هو 15.75 http://cutt.us/XVZIz يعنى أى مبلغ هتقترضه الحكومة هتضطر تسدده و فوقه حوالى 16 % و ده بطبيعة الحال هيرفع العجز لو متمش تدارك المشكلة .. يعنى الحكومة عمالة بتأجل المشكلة قدر المستطاع بتستلف فيبان إن الدنيا ماشية كويس لكنها فى الحقيقة عمالة بترفع سقف الديون داخلياً و خارجياً و بتصدر المشكلة للمسئولين اللى بعدهم و لو إستمر الوضع بالشكل ده فإحنا بكل جدارة هنلبس فى أول حيطة هتقابلنا ..
ــــــــــــــ

* الحل للخروج من الأزمة دى كنت كتبته قبل كده فى المقال ده http://cutt.us/BXTpY لكن بإختصار أقدر أحدد الحل فى كلمة واحدة هى الإنتاج .. الإنتاج .. و أخيراً الإنتاج ..

و لو حبيت أفسر أكتر فهذكر شوية نقط مكنتش ذكرتها فى المقال زى :

– الإعتراف بخطأ الإجراءات اللى فاتت لإنها كانت السبب فى اللى وصلناله لحد دلوقت .. و الله يا جماعة الإعتراف بالخطأ مش عيب بالعكس ده من شيم الكرام ..

– عدم إهدار البقية الباقية من سيولة دولارية فى مشاريع لا تدر عائد سريع و بكل صراحة و وضوح زى العاصمة الإدارية الجديدة و كفايا أوى اللى حصل بسبب مشروع قناة السويس الجديدة .. مش وحشين لكن مش وقتهم خالص دلوقت و لا يعتبروا أولوية ملحة يعنى ..

– البلد فيها ركود و الركود بيسبب إغلاق مصانع و بيزود نسب البطالة و عشان تسيطر على الركود لازم تقلل نسبة الفايدة اللى زى ما قلنا حوالى 16 % .. من ناحية هتشجع على الإستثمار و تقلل الإدخار فيتفتح مشاريع و تقلل البطالة و من ناحية تانية هتقلل بند خدمة الديون اللى إنت بتحملها لنفسك بالإقتراض المستمر .. المسئولين مش قادرين يقللوا نسبة الفايدة بسبب وصول التضخم للنسب التاريخية دى لإن رفع سعر الفايدة أحد الطرق لتقليل آثار التضخم السلبية .. الحقيقة موقف صعب برضه لإن لو سيطرت على التضخم الركود بيزيد و لو سيطرت على الركود التضخم بيزيد و بنوصل للحالة اللى إحنا عايشينها دى و اللى بتتمثل فى الشعور بسلبيات كل إتجاه فيهم .. إحنا توصيفنا حاجة إسمها #ركود_تضخمى ..

– تشغل المصانع المقفولة خصوصاً لو منتجاتها مش محتاجة إستيراد مواد خام من بره و ده هيرفع نسبة الإنتاج و يسبب وفرة فيها و بالتالى سعرها يقل ..

– الإهتمام بالمشروعات الصغيرة و متناهية الصغر و الحرف اليدوية .. دى مجالات بتسع عدد كبير من العمالة المعطلة و بتساعد فى توفير جزء كبير من إحتياجات السوق و بأسعار مناسبة لمحدودى الدخل و بتحرك الإستهلاك و بتغطى جوانب كتير الحكومة متقدرش تغطيها و يمكن حتى شركات القطاع الخاص ..

– قانون جديد للإستثمار يجذب المستثمرين الأجانب ( إستثمار مباشر ) بعيد عن الإستثمارات الغير مباشرة فى البورصة و اللى صعب ناخدها أساس لأى وفرة دولارية فى البلد .. تقدر تعرف أكتر عن أنواع الإستثمار فى المقال ده http://cutt.us/FnaM

– يجب الإهتمام بالزراعة و السياحة و دول أنا شارحهم بالتفصيل فى المقال المذكور ..

– قبل كل النقط اللى فاتت دى يجب تهيئة المناخ العام فى البلد ( سياسياً و إقتصادياً و إجتماعياً ) أى دولة فى الدنيا عشان تنجح لازم يبقى شعبها كله على قلب رجل واحد عشان الأهداف تتحقق .. بمعنى أخر إتخاذ إجراءات تؤدى لرأب الصدع المجتمعى الواضح و اللى هيفضل موجود طول ما المسئولين بينكروه .. المجتمع لازم يرجع يتحد من تانى عشان يبقى قوة دافعة للتقدم و ده و الله مش كلام إنشائى .. مفيش دولة بتنجح و شعبها مستقطب بالشكل اللى إحنا شايفينه ده .. ربنا يهدى النفوس و يصلح الحال ..

ـــــــــــــــــــ

* أرجو أكون وفقت فى الطرح و بعتذر بسبب مساحة البوست فأنا هكتفى بكده و هكتب الباقى فى مقال تانى قريب إن شاء الله ..