جدوى العطاءات الإستثنائية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( أنباء عن صدور عطاء إستثنائى خلال أيام يصل إلى مليار و نصف مع تخفيض جديد للجنيه أمام الدولار )
* الكلام طبعاً بيتردد من أول شهر يوليو و لم يخرج عن كونه إشاعة ..
طبعاً فى حالة إن الأنباء صحيحة و هى أقرب للتصديق منها للتكذيب لإن ترك السوق على هذه الحالة بدون تدخل من الجهاز المركزى يبشر بزيادة جنونية فى الأسعار لذا لابد من التدخل لضبط السعر و لو مؤقتاً .. لكن تعالوا نحسبها لو كان الخبر صحيح ..
* مصر إستوردت فى 2015 طبقاً لإحصاءات البنك الدولى بما يوازى 21.6 % من ناتجها الإجمالى اللى هو تقريباً 331 مليار دولار يعنى بتستورد تقريباً ب 71.5 مليار دولار و صدرت بما يعادل 15.36 مليار دولار طبقاً لتقرير الهيئة العامة للرقابة على الصادرات ..
* و بتحليل الأرقام اللى قصادنا دى هنلاقى إن :
مصر بتحتاج دولار للواردات بالشكل التالى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنوياً : 71.5 مليار دولار .
شهرياً : 71.5 / 12 = 5.950 مليار دولار .
أسبوعياً : 71.5 / 52 = 1.375 مليار دولار .
و بيدخلها دولار من الصادرات بالشكل التالى :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنوياً : 15.361 مليار دولار .
شهرياً : 15.361 / 12 = 1.280 مليار دولار .
أسبوعياً : 15.361 / 52 = 295.5 مليون دولار .
* و بفرض توجيه كل مداخيل الصادرات لتغطية الواردات فهيبقى عندنا عجز شهرى يصل إلى 4.670 مليار دولار و عجز أسبوعى يصل إلى 1.079 مليار دولار و ده بيفرض على الدولة توجيه كل مصادرنا الدولارية الأخرى من قناة السويس أو تحويلات المصرين أو دخل السياحة إلى أخره لتغطية إحتياجاتنا الإستيرادية و ده أكيد بيأثر بالسلب على باقى أوجه إنفاق الدولة .
* مع تواتر الأنباء عن العطاء الإستثنائى القادم فده هيأثر على سعر الدولار فى السوق الموازية و هيخليه ينخفض و لو بصورة مؤقته و هيدى فرصة للبنك المركزى لإعادة ترتيب أوراقة للجولة القادمة مع السوق السوداء لكن على المدى المتوسط و يمكن حتى القريب فمتوقع رجوع الوضع كما هو عليه الآن أو يمكن أسوأ لإن العطاء الإستثنائى ده ( إن صحت معلومته أساساً ) هيغطى إحتياجاتنا الأساسية زى الدواء و الغذاء لمدة أسبوع و بحد أقصى أسبوعين .. فما الحل بعدها ؟
* العطاءات الإستثنائية مسكن و مسكن فعال بالمناسبة يعنى مجرد ذكره بس بيجيب نتيجة سريعة على سعر الدولار فى السوق لكن على الرغم من فعاليته الوقتية إلا إنه غير مستمر و بكل أسف مفيش فى إيدينا غيره دلوقت ..
* الحل الأكاديمى السهل اللى كل الناس بتقوله هو زيادة الصادرات و تقليل الواردات على الرغم إن تحقيق ده مش سهل أبداً فى الوقت الحالى و اللى هياخد وقت طويل ومع الأسف مش شايف أى حل سريع غير المنح و المنح فقط سواء بقى خليجية أو أوروبية أو أمريكية ميفرقش المهم إنها منح لا ترد .. منح فقط لا قروض ..
* و لو بعدنا شوية عن المصطلحات الإقتصادية ففى بعض الحلول السياسية رغم إنى بحب أفصل شوية بينهم فى كتاباتى إلا إنى عندى قناعة إن الوطن ده مش هيقف على رجله إلا بمصالحة شاملة كاملة لا تهدر حق أحد .. مينفعش إن نص الشعب يتهم النص التانى بالإرهاب و التطرف و يظن إنه يستطيع بناء الدولة وحده .. مفيش يا جماعة أى تجربة إقتصادية نجحت فى الدنيا إلا بوجود سلام مجتمعى و ديموقراطية حقيقية و حب حقيقى للبلد و لباقى أفراد المجتمع .. لن يقوم للإقتصاد قائمة إلا بالعدل و العلم و العدالة الإجتماعية و المواطنة الحقة اللى لا غبار عليها .. لو الحل السياسى منفعش و إحتمالية قبوله أصلاً ضعيفة فيبقى مفيش أى حلول دلوقت إلا الدعاء لله سبحانه و تعالى ..
* ادعوا لمصر يا جماعة بنيه خالصة لوجهه الكريم إن ربنا يزيل عنها الغمة و يهدى شعبها و يصلح لهم الحال لإن أكثر ناس متضررة من الوضع الحالى هما الفقراء و محدودى الدخل و حتى متوسطى الدخل اللى مع مرور كل يوم بالشكل الحالى مفرمة الحياة بتفرمهم أكتر و مبيقدروش إنهم يوفروا أقل إحتياجاتهم ..
مراجع :
ـــــــــــــ