الديون .. تصور للخروج من الأزمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخبر ده وصلنى فى الإنبوكس من كام يوم بس مكنتش قادر أتكلم عنه بسبب ظروف المرض http://cutt.us/dF19M
* الخبر بيقول إن مصر سددت أكثر من نصف ديونها فى عامين و طبعاً الخبر من عنوانه كده فى حاجة مش طبيعية و حصلى حالة إندهاش سريعة كده و قلت أفتحه عشان أفهم فى إيه ..
1 – أول حاجة لفتت نظرى فى الخبر إن الخبر صغير جداً و مقتضب على عكس أهمية خبر بالقوة دى لإن العنوان موحى بإن اللى حصل إنجاز و هو إنجاز بالفعل لإن الإقتصادى الفذ اللى ساهم فى سداد نصف ديون دولته فى سنتين بس ده لازم يتعمل عليه أبحاث و دراسات و يتكتب فيه رسائل ماجستير و دكتوراه .. ده الكلام ده لو صحيح لازم يتبنيله تمثال مخصوص فى أهم ميادين الدولة مش مجرد خبر عابر من 4 أو 5 سطور ..
2 – ثانى حاجة و أهم حاجة لفتت نظرى فى الخبر هو إن حجم الديون المحتسب على أساسه نسبة السداد كان 79 مليار دولار و ده رصيد يونيو 2017 يعنى من 6 شهور فاتوا و الحقيقة ده خلانى أنتبه لحاجة مهمة و هى إن البنك المركزى كان متعود فى نشراته الدورية ذكر حجم الدين الخارجى و كان بيذكره متأخر 3 شهور يعنى على سبيل المثال رصيد يونيو بيتقال فى نشرة سبتمبر و كان المفترض إن رصيد سبتمبر يتقال فى نشرة ديسمبر و هكذا .. إلا إنى فى الحقيقة ملقيتش نشرة ديسمبر و لا لقيت أى جهة إعلامية كاتبة حجم الدين الخارجى من بعد يونيو 2017 http://cutt.us/RYIen
و بكده الخبر بالنسبة لى يبقى خبر موجه أو خبر منقوص على أفضل الفروض .. الخبر عشان يبقى خبر محترم و شامل لازم يُذكر فيه حجم الديون فى لحظة كتابة المقال و حجم الديون المتوقعة فى نهاية فترة سداد نصف الديون – على حسب المذكور يعنى – إنما مش تقولى إن دولة ( س ) هتسدد نصف ديونها فى عامى 2017 / 2018 و إنت كاتبلى رصيد 2017 بس ..
– طب و اللى دولة ( س ) إقترضته و لسه هتقترضه فى عام 2018 راح فين ؟
– و نسبته قد إيه من حجم الدين ؟
– و بكده يبقى المسدد يساوى كام % من حجم الدين ؟
أسئلة كلها بلا إجابة لإن مفيش أساساً بيانات رسمية تم إصدارها زى ما قلنا ..
ـــــــــ
* الحقيقة هو تأخير 3 شهور كاملين فى إعلان حجم الدين الخارجى ده فى حد ذاته مدى زمنى طويل جداً و غير مبرر بالنسبة لى لإنك ممكن تعلن حجم الدين كل يوم لو حبيت و لكن تطويل الفترة ل 3 شهور ثم حالياً ل 6 شهور مريب جداً و بيعمل بلبلة و بيخلى كل واحد يحسب الدين على كيفه و يكتب الرقم اللى هو عاوزه .. الصراحة قلت طب ما أدور على الدين الداخلى بالمرة لإنه لا يقل خطورة عن الدين الخارجى بل يكاد يكون أخطر و بكل أسف لقيت نفس النتيجة .. أخر إعلان رسمى كان من 6 شهور برضه زى ما الخبر ده بيقول http://cutt.us/Kmwvy
* الخبر بيقول إرتفاع الدين الداخلى ليصل إلى 3.61 ترليون جنيه فى نهاية يونيو بما يمثل 91.1 % من الناتج المحلى الإجمالى و ده معناه إن ناتجنا المحلى الإجمالى فى يونيو كان يساوى 3.96 تريليون جنيه و إذا أضفنا الدين الخارجى على الداخلى عشان نقدر نوصل لحجم الدين العام فإحنا هنعمل الآتى :
* الدين الخارجى = 79 مليار دولار * 17.75 جنيه = 1.4 تريليون جنيه
* الدين الداخلى = 3.61 تريليون جنيه
* الدين العام = 1.4 + 3.61 = 5.01 تريليون جنيه
* نسبة الدين إلى الناتج المحلى الإجمالى =
إجمالى الدين / إجمالى الناتج المحلى = 5.01 / 3.96 = 1.26 %
يعنى بإختصار :
ــــــــــــــــــــــــ
إحنا ديوننا بتساوى 126 % من حجم إنتاجنا السنوى و ده على حسب أرقام السنة اللى فاتت و اللى مطلعش أرقام بعدها لحد دلوقت .. يا ترى إحنا إقترضنا قد إيه من وقتها ؟
ــــــــــ
* عشان أعرف إجابة سؤال زى ده كان لازم أتتبع الأرقام بنفسى طالما مفيش رقم مجمع أقدر أعتمد عليه و الحقيقة منكرش إن محركات البحث فشلت إنها توصلنى لرقم دقيق فخلينى أعرض على حضراتكم اللى قدرت أتوصله :
1 – على مستوى الدين الخارجى فإحنا ماشيين بسرعة الصاروخ إننا نكسر حاجز ال 100 مليار دولار فى أقصر وقت ممكن بعد ما خدنا خطواتنا فى إصدار سندات دولية بقيمة 8 مليار دولار خلال العام المالى الحالى هنبدأهم بسندات بقيمة 4 مليار فى يناير الجارى http://cutt.us/6zLxp و كمان توقيع إتفاقية محطة الضبعة النووية و اللى بتقدر بحوالى 25 مليار دولار http://cutt.us/U4Rzw غير طبعاً قرض صندوق النقد الدولى و شوية القروض الصغيرة اللى بناخدها سواء من بنوك زى بنك التنمية الإفريقى أو حتى بعض الدول اللى بتساعدنا ..
2 – على مستوى الدين الداخلى لقيت إن وزارة المالية رفعت إحتياجاتها من القروض فى الربع الأول من 2018 بنسبة 39 % و بناءاً عليه فالحكومة هتقترض ما قيمته 415 مليار جنيه خلال أول 3 شهور بس من السنة بعد ما كانت اقترضت فى نفس الفترة السنة اللى فاتت 299 مليار جنيه بس .. ده معناه إن مصر فى أول 3 شهور هتستلف مع كل طلعة نهار 4.6 مليار جنيه http://cutt.us/4RWwZ و لاحظوا هنا إن أنا بتكلم على أصل الدين بس بخلاف الفوائد و اللى بكل أسف هتبقى كبيرة جداً بسبب رفع معدل الفائدة بنسبة 7 % من وقت التعويم .. نسبة الفائدة بالمناسبة هتتراوح من 18.18 % : 19.14 % على آجال 6 شهور : 12 شهر http://cutt.us/Kb0h5
ــــــــــ
* إحنا بندور فى حلقة مفرغة .. دايرة مقفولة .. قيد قاسى أوى لازم نتعب جداً جداً عشان نقدر نكسره و نتحرر منه .. إحنا عندنا عجز فى الموازنة العامة بيرتفع كل سنة أكتر من اللى قبلها .. العجز ده لازمله إيراد عشان يقل .. إحنا معندناش إيراد يغطى فبنضطر نقترض داخلياً و خارجياً .. القروض عليها فوائد .. القروض و فوائدها بتزود العجز .. نضطر نقترض تانى عشان نسد العجز و بالتالى تزيد الفوائد أكتر و يزيد العجز معاها .. و نفضل ندور فى الحلقة دى بلا نهاية واضحة المعالم .. محتاجين تغيير حقيقى يقدرنا على زيادة إيرادنا بالقدر اللى يخلينا نقلل من حجم قروضنا بالتدريج ..
* أكيد فى عمالقة و أساتذة عظام فى مجال الإقتصاد أقدر منى على تقديم حلول و لكن بما إن دى صفحتى فأنا هقدم رؤيتى المتواضعة لعل يجانبنى الصواب فى بعض نقاطها :
– فيما يخص تصورى العام فى أكثر من قطاع فأنا كتبته فى المقال ده http://cutt.us/BXTpY للى حابب يطلع على تفاصيل أكتر شوية ..
داخلياً :
ــــــــــــ
– إحنا عندنا ركود أو كساد إن شئنا الدقة لإن سوقنا بيتعرض لتباطوء من أكتر من سنتين .. سوقنا مبيتحركش .. و بالتالى فرص العمل قليلة و إن اتحركت فهى بتتحرك ببطء .. البطالة أرقامها شبه ثابتة .. مشاريع قليلة يعنى أرباح قليلة يعنى ضرائب قليلة .. يعنى ضرر على المواطن العادى و على المستثمر و على الإيراد الوطنى .. نعمل إيه عشان نحرك الموضوع ده ؟
برنامج من 5 خطوات :
– وضع حد أدنى و أقصى للمرتبات
– برنامج تقشف لتخفيض الإنفاق الحكومى بمعدل 50 % على الأقل
– تعديل قوانين الضرائب لتكون تصاعدية حسب الدخل أو الربح
– تسوية النزاعات الضريبية القديمة خلال عام مالى واحد بحد أقصى
– ضم السوق الموازية للإقتصاد القومى عن طريق تقديم كل التسهيلات أو حتى الإغراءات الممكنة و بالتالى ضمان حصيلة ضريبية تتزايد بإستمرار
طبقنا الخمس خطوات .. يعنى قدرنا نحقق فائض مالى من بنود مكانتش محطوطة أصلاً فى خطة الدولة الإيرادية .. الفائض ده أنا عاوزه .. مش هضيفه برضه للخطة و هوجهه فى حتة تانية خالص .. هطبق بقى خطوتين يكملوا الخمس خطوات اللى فاتوا ..
– هزود الأجور
– هخفض الفوائد
* طبعاً هتقولوا الخطوتين دول يعنى تكاليف إضافية و زيادة تضخم و كده .. هرد و أقول إن الزيادة دى ممولة من الإيراد السابق إحتجازه بدون ضغط على موازنة الدولة و أما فيما يخص التضخم فهو كده كده بيزيد مع الخطط الإنكماشية .. ما تيجى نعكس خطتنا و نشوف الوضع هيمشى إزاى و لو منفعش أهو ميدان التحرير موجود 🙂 أقصد يعنى إننا نقدر نراجع نفسنا فى الخطة بالتدريج زى ما هنطبقها بالتدريج و طالما مفيهاش عبء مادى على الدولة يبقى إيه المانع من التجربة ؟!
* بتخفيض الفوائد هخفض عبء الديون و هجبر أصحاب رؤوس الأموال إنهم يستثمروا أموالهم بدل الإحتفاظ بيها فى البنوك فالمشاريع هتزيد و فرص العمل كمان .. أما بالنسبة لعموم الشعب فهيبقى معاهم فلوس و طبعاً هيقرروا يشتروا إحتياجاتهم بس هيواجهوا مشكلة فى شراء المنتج المستورد لغلاء سعره فهيقرروا إنهم يشتروا المنتج المحلى و كل ما نسبة المواد الخام فى المنتج المصرى كانت أكبر كل ما كانت إستفادة الدولة منه أكبر .. هيحصل رواج تدريجى .. الإنكماش ينكسر .. السعر يعدل نفسه بنفسه و التضخم ينضبط مع الوقت ..
* ده هيكون سارى على القطاع العام اللى الحكومة بتدفع مرتباتهم .. طب القطاع الخاص يعمل إيه ؟
هنا ممكن الدولة تستخدم الفائض اللى هتحققه من الأربع خطوات اللى فوق – و اللى بالمناسبة مش هيبقى مبلغ قليل – فى دعم أصحاب المصانع لتشجيعهم على رفع المرتبات هما كمان .. دعمهم إما عن طريق تخفيض أسعار الطاقة مثلاً .. تسهيلات إئتمانية جايز .. تسهيلات ضريبية برضه ممكن .. المهم أى تسهيلات مالية من شأنها تشجيع أصحاب المشروعات الخاصة على رفع الأجور و لو بشكل تدريجى على مدار 3 سنين مثلاً ..
يعنى بإختصار ناخد إجراءات غير تقليدية نحقق بيها إيرادات غير متوقعة و يتم تجنيبها لتحسين حالة السوق و الشعب فى آن واحد ..
ـــــــ
* خارجياً :
ـــــــــــــــــ
– إحنا محتاجين تعديلات قوية فى قانون الإستثمار تضمن منافسة شريفة لأى مستثمر أجنبى بيفكر يدخل السوق .. محتاجين نأكد على بند النزاع القانونى و إختصاص التحكيم الدولى بيه .. محتاجين نخفض نسبة الفائدة إذا كان هدفنا الرئيسى هو الإستثمار الأجنبى المباشر مش غير المباشر المتمثل فى القروض و السندات الدولية ..
– محتاجين نعمل دعاية كبيرة للسياحة مع عمل تخفيضات كبيرة جداً عل أسعار فنادقنا و أسعار رحلات الطيران على مطاراتنا الموجودة فى أماكننا السياحية المميزة ( شرم الشيخ و الغردقة كمثال )
– محتاجين نركز على أكثر منتج إحنا بنصدره و يكون معتمد بشكل كامل على مواد خام محلية سواء منتج جاهز أو حتى مادة خام و نهتم بيه و ندعمه أكتر و نحاول نستغل تميزنا فيه و نفتح ليه أسواق جديدة ..
ــــــــ
* طبعاً دى أفكار سريعة ممكن يكون فى أكتر و أفضل منها بس بشرط إننا نبتدى و نتوكل على الله و نسيب الباقى عليه .. تحياتى لحضراتكم و أسف على الإطالة ..
ـــــــــــــــــــ