خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبى

by author page

0 comments مقالات متنوعة

خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبى ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* بدون التقليل أو التهويل من خطوة خروج بريطانيا من الإتحاد فأقل وصف يمكن وصفه هو هزة إقتصادية و أزمة ثقة كبيرة فى الإتحاد الأوروبى من ناحية و فى الإقتصاد البريطانى من ناحية تانية ..

* رغم كل الإمتيازات و الإستثناءات اللى حصلت عليها بريطانيا من الإتحاد الأوروبى لضمان إستمرارها فيه إلا إن أغلب مواطنى المملكة المتحدة شافوا مصلحتهم فى الإنفصال عن الإتحاد ..

* الإمتيازات و الإستثناءات و التنازلات يمكن حصرها فى الآتى :

– الإعفاء من الإتفاق المالى الأوروبى اللى بيتيح للمحكمة الأوروبية بمراقبة الموازنات العامة .

– إستثنائها من ميثاق الحقوق الأساسية .

– إستثنائها من السياسة النقدية و الإقتصادية الموحدة .

– إستثنائها و عدم مراقبتها فى معايير الحرية و الأمن و العدالة .

– إستثنائها من بند حرية تنقل الأفراد فى منطقة الشنجن .

– إقرار الإتحاد الأوروبى بأن اليورو ليس هو العملة الوحيدة للإتحاد .

– عدم إلزام بريطانيا بأى إلتزامات سياسية مثل الجيش الأوروبى الموحد .

– منح البرلمانات المحلية مزيد من الصلاحيات لرفض قرارات البرلمان الأوروبى .

– عدم منح المهاجرين من الإتحاد الأوروبى إعانات إجتماعية خلال أول 4 سنوات من إقامتهم .

* كل ما سبق إما كان طلبات من بريطانيا أو شروط أو إملاءات منذ عام 2012 و حتى أمس و تم إنصياع الإتحاد الأوروبى لها كاملة بغية إستمرار بريطانيا فى الإتحاد .

* طب كل ده ليه و إيه اللى هيخسره الإتحاد فى حالة خروجها و الأهم إيه هى توابع الخروج على بريطانيا نفسها ؟

خسائر الإتحاد الأوروبى :
————————–

– الخسائر معنوية و سياسية أكبر منها إقتصادية فالإتحاد لازال قوة إقتصادية كبيرة و لكن فى الشق السياسى فالأثر كبير و عميق ففكرة الإتحاد نفسها ضربت فى مقتل و أصبحت غير ملهمة و فقدت الكثير من جاذبيتها و قبولها .

– أفكار مثل الولايات المتحدة الأوروبية و الإتحاد السياسى و الجيش الأوروبى الموحدة صارت الآن من الخيال العلمى أو على أقل تقدير بعيدة عن أرض الواقع .

– دول كتير ممكن تخوض التجربة البريطانية و تنفصل عن الإتحاد الأوروبى و المجر و السويد و النمسا و هولندا على رأس القائمة و حتى فرنسا لم لا .

– فى المقابل دول مثل أسكتلندا و أيرلندا بدأت تعلن عن رغبتها بالانفصال عن بريطانيا و الإنضمام للإتحاد و لكن يظل التهديد الأكبر بخروج بعض الدول أكثر من الإنضمام و الأسوأ هو ضرب فكرة الإتحاد بإنفصال أحد أعمدته .

– ضعف موقف الإتحاد أمام تركيا فى ظل الظروف الحالية فإما القبول بعضوية كاملة لها و إما تحمل تبعات ما قد تفعله بالسماح لأكثر من 2 مليون لاجىء يغرقوا شوارع الإتحاد .

– خسارة دولة نووية زى بريطانيا و دوله لها مقعد دائم فى الأمم المتحدة و دوله لها علاقات قوية جداً مع الولايات المتحدة القطب الأوحد فى العالم هيفقد الإتحاد مميزات سياسية كانت بحوزته و بتديله مساحة كبيرة فى صنع القرار العالمى .

خسائر بريطانيا :
—————-

* الخسائر هنا هتبقى إقتصادية و سياسية كمان ..

غير انها هتخسر دور اقليمى قوى و دور عالمى أقوى من خلال انضمامها لكيان قوى زى الإتحاد الأوروبى بالإضافة إنها هتقابل بعض المشاكل السياسية زى رغبة انفصال دول زى أسكتلندا و مطالبة بعض الأحزاب الايرلندية بتوحيد أيرلندا كخطوة اولى للإنفصال عن التاج البريطانى و تدريجياً تتحول المملكة المتحدة الى مجرد إنجلترا .

* التقارير الحكومية الرسمية قالت ان بالانفصال هيحصل أثار سلبية قد لا يتخطاها الإقتصاد بسهوله و منها :

– الناتج القومى سينخفض بنسبة من 6 الى 8 % خلال 10 سنوات .

– إنخفاض حصيلة الضرائب بحوالى 36 مليار جنيه إسترلينى .

– خسارة كافة الإمتيازات التجارية مع مجموعة الدول اللى بتتمتع بالتبادل التجارى مع الإتحاد الأوروبى و بالتالى إتفاقات جديدة بشروط جديدة أقل بكثير مما كانت تتحصل عليه فى وجودها ضمن الإتحاد .

– ستضطر لدفع ضرائب و جمارك على السلع المصدرة إلى السوق الأوروبية الموحدة بعد أن كانت معفية بحكم أنها دولة عضو فى الإتحاد .

– بحكم أنها خامس أقوى إقتصاد عالمى فإنها بعد أن كانت قبلة للإستثمارات الأوروبية و العالمية فى الاسهم و السندات و الصناديق السيادية ستصبح خارج الحسابات تقريباً و ستخسر مكانتها لصالح المانيا و فرنسا و سويسرا و لوكسمبورج .

– على بريطانيا إستقبال حوالى 2 مليون مواطن بريطانى يعيشون فى منطقة الشينجن و إستيعاب السوق البريطانى لهم و إلا توفيق اوضاعهم فى محل اقامتهم بعد التفاوض .

– بريطانيا و بعد خروجها من الإتحاد هتكون مجبرة على التفاوض مع الإتحاد فى فترة لن تقل عن عامين لإيجاد أرضية مشتركة معاهم بعيداً عن التجربة السويسرية او النرويجية اللى هتفرض على انجلترا شروط تعجيزية لن تقبل بها و بالتالى ستتفاوض على نموذج جديد يخصها و المؤكد هو عدم تساهل الاتحاد معاها و اثقال عاتق الاقتصاد البريطانى بالأعباء لضمان عدم تكرار تجربة الإنفصال و إظهار أن الخاسر دائماً هو المنفصل عن الإتحاد .

بإختصار :
————-

خطوة أراها أضرت بالطرفين خصوصاً بريطانيا و لم أجد لها أى مبرر منطقى يجعل الشعب البريطانى يقبل على القرار ده و بينما نقف كعرب موقف المتفرج على العالم و هو يتغير فهناك دولاً و تحالفات تقوم بالفعل بالتغيير و سننتظر حتى نرى خلال سنوات من الآن أثر ذلك الإنفصال أوروبياً ثم عالمياً و بالتبعية علينا كمصر و كوطن عربى .

مراجع :
———-