تحليل لقاء السيد محافظ البنك المركزى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الأول :
ـــــــــــــــــــ
* الآتى تحليل لما صرح به السيد / طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى فى لقائه مع الإعلامى أسامة كمال و عدم ذكر كلمة السيد أو الأستاذ خلال البوست لا يعد أبداً إنتقاصاً من شخصيهما و لكن تسهيلاً فى وصول المعلومة و فى الكتابة أيضاً ..
ــــــــــــــــــــ
1 – قال إن البلد كبرت أوى ( يقصد عدد السكان ) و إستهلاكها زاد و بالتالى يجب توفير موارد عشان تغطى الإستهلاك ده و عشان نقدر نسدد إلتزاماتنا و إننا لجأنا لصندوق النقد لتوفير السيولة لإن البلد كانت هتقف و مكانش قدامنا غير الإقتراض ( الإستثمار الدولى ) لتغطية الفجوة دى ..
* ده إعتراف صريح إن حالتنا المادية كانت وصلت لأسوأ حالاتها قبل اللجوء للإقتراض الخارجى لإن بدون القروض دى مكناش هنعرف نستورد إحتياجاتنا أو نوفى بإلتزاماتنا القديمة و ده كان هيعرض سمعة مصر للخطر ..
هنا لازم نفسر إيه هى أنواع الإستثمار لإن بناءاً عليها هيتم التعامل مع كلمة ( الإستثمار الأجنبى ) فى باقى الحوار :
– الإستثمار المباشر :
و ده الإستثمار الفعلى على أرض الواقع يعنى فرص عمل .. ضرائب .. إنتاج يصب فى الناتج المحلى الإجمالى .
– الإستثمار غير المباشر :
هو إستثمار الأجانب فى الأوراق المالية فى البورصة و ده ما يسمى بالأموال الساخنة لسهولة خروجها و دخولها .
– بالإضافة للإستثمار ففى القروض و الودائع كمثال أوضح للتدفقات النقدية اللى حصلت الفترة اللى فاتت و دى برضه بنسب فوائد عالية .
ــــــــــــــــــــ
2 – قال إن إحنا قلنا لمديرة الصندوق ( إحنا مش عاوزين فلوس ) إحنا عاوزينكم تساعدونا على الإنضباط ..
* معنديش تعليق أقوله غير إن الكلام ده عكس الكلام اللى هو لسه قايله حالاً ..
ــــــــــــــــــــ
3 – بعض المسئولين كانوا بيقولولى طب إنت ضامن إن بعد ده كله الإستثمار الأجنبى ييجى ( يقصد بعد التعويم و الإجراءات التقشفية الصعبة المصاحبة ليه ) ؟
* ضحك و قال طبعاً سؤال صعب .. مفيش حاجة مضمونة .. و الحقيقة برضه معنديش تعليق على جواب بالشكل ده لإنه بالشكل ده مش حاسس إجراء زى إجراء التعويم عمل إيه فى الناس و ضغطهم مادياً إزاى .. و لو كان حاسس بيهم فعلى الأقل كان يجب تطمين الملايين من الشعب اللى عايشة فعلياً تحت خط الفقر و ميزودش خوفهم على مستقبلهم ..
ــــــــــــــــــ
4 – قال مينفعش إن يبقى فى 10 مليارات دولار تتداول فى الشارع و لا يسيطر عليها القطاع المصرفى و أضاف مينفعش يبقى فى سعرين للصرف .. و أكد على إن عقدة سعر الصرف دى ( أصبحت ماضى )
* مفيش إجابة ممكن توضح النقطة دى أكتر من إن فى نفس وقت إذاعة اللقاء كان فى سعرين للدولار فى السوق بالفعل .. فى البنك ب 15.80 و فى السوق السوداء تخطى ال 18 جنيه .. ده متوقع إنه يسحب كتير من التدفقات الواردة للبنوك و هيرجعنا تانى لمرحلة ما قبل التعويم لو متمش السيطرة عليه بسرعة ..
ـــــــــــــــــ
5 – قال إن الصدمة التضخمية حصلت خلاص و لن يكون هناك أثر لسعر الصرف على زيادة الأسعار ..
* تصريح فى غاية الغرابة و لا يصدر أبداً من أى محافظ لأى بنك مركزى فى الدنيا .. يا فندم أى طالب فى سنة أولى كلية الإقتصاد يقدر يبصم بالعشرة إن التضخم هيأثر بالتبعية على الأسعار و سعر الصرف فى دولة إستهلاكية زى مصر لو زاد فهيأثر تأثير مباشر على الأسعار .. أومال نار الغلاء اللى إحنا بنتكوى منها دى جت منين ؟
ـــــــــــــــــــ
6 – #أسامة_كمال سأله و قاله إنت مقلقكش اللى قاله #كريس_جارفيس بخصوص إنه مكانش يتوقع الإنخفاض الشديد للجنيه أمام الدولار ؟
* رد و قال هما ليهم رؤيتهم و تحليلاتهم و إحنا لينا تحليلاتنا و هما بنوا توقعاتهم بناءاً على شهر مايو الماضى فقط ..
بكده نقدر نفهم إن تحليلات الصندوق تختلف عن تحليلاتنا و كأننا بنتكلم عن نوعين مختلفين من البيانات و حتى لو مكانش نوعين من البيانات فالتصريح هنا بيتهم مسئولى الصندوق بالقصور العقلى عشان يكتفوا ببيانات شهر واحد فى السنة لتقييم آداء دولة زى مصر متقدمة للحصول على قرض ب 12 مليار دولار .. تصريح غريب جداً برضه لا يصدر من شخص بحجم محافظ البنك المركزى ..
ـــــــــــــــــ
7 – علق على تذبذب سعر الجنيه و قال إن فى تذبذب فى سعر الصرف فى كل عملات العالم و ده شيىء طبيعى ..
* التذبذب فى كل عملات العالم بيتراوح بين 0.1 % إلى 1.0 % بحد أقصى إنما التذبذب اللى حصل فى الجنيه يساوى 16.8 % بالإنخفاض من 19 جنيه إلى 15.80 جنيه و ده السعر الرسمى ..
و لو قيسنا الإرتفاع اللى حصل اليومين اللى فاتوا فى السوق السوداء فيبقى التذبذب بنسبة 14 % بالزيادة من 15.80 جنيه إلى ما فوق ال 18 جنيه .. النسب دى مش موجودة فى أى إقتصاد فى العالم ..
ــــــــــــــــ
8 – قال إن بعض البنوك حاولت تبيع دولار لبعضها فى #الإنتر_بانك و إن البنوك كانت بترفض الشراء و دى ظاهرة صحية ..
* أنا مش هعلق على موضوع بيع الدولار لبعض و إنهم كمان بيرفضوا و إن ده يدل على توفر الدولار مع كل البنوك و بالتالى مش محتاجين يشتروا من بعض و يمكن كمان هأيد التصريح ده لكن كلنا محتاجين إجابات على الأسئلة دى :
– طالما مبيشتروش من بعض بيشتروا بكثافة من الناس ليه ؟
– ليه بنسمع عن أسعار أعلى من السعر الرسمى فى حالة البيع بكميات كبيرة للبنك ؟
– ليه البنك يتحمل التكلفة دى طالما متاح ليه الشراء ببساطة من البنوك الأخرى ؟
– ليه البنوك مبتبيعش للجمهور العادى طالما فى وفرة دولارية زى ما حضرتك بتقول ؟
ـــــــــــــــــ
9 – اتكلم على تحويلات المصريين بالخارج و قال إنها متوقع وصولها بالمعدل ده ل 20 مليار دولار سنوياً ..
* برضه مش هعلق على جزئية ال 20 مليار لإنها محصلتش غير مرة واحدة بعد ثورة 25 يناير و محصلتش بعدها تانى و هأيده فى التصريح ده و هتمناه كمان ..
لكن هقول إن أوضاع الخليج اللى بيعمل فيه أكتر من 80 % من المصريين مبقتش كويسة و أعداد المصريين هناك مرشحة للتناقص خلال السنتين القادمتين و مدخراتهم المتاح تحويلها بتقل بالتدريج و بالتالى فقيمة التحويلات مرشحة للتناقص مش للزيادة و أساساً لا يجوز قياس الإقتصاد بناءاً على عامل غير مستديم و غير ثابت زى التحويلات ..
ـــــــــــــــــ
10 – قال إن اللى احنا عملناه ده عشان نمنع إن البلد تقترض لتمويل واردات سلعية و إن الإقتراض لتمويل مشروعات إستثمارية فقط ؟
* دى نقطة أنا بتفق معاه فيها جداً لو صدق فيها و نفذ اللى قاله لإن ده هو المقياس الحقيقى لنجاحنا فى برنامجنا أو لا قدر الله فشلنا فيه ..
ـــــــــــــــــ
11 – قال إن إحنا قدرنا نعيد هيكلة النمو لإن 88 % من معدلات النمو السابقة كان نمو إستهلاكى ( يعنى بسبب زيادة إستهلاك الشعب ) فإحنا قدرنا نقلل النسبة ل 40 % نمو إستهلاكى و زودنا نسب النمو الإستثمارى ( لنسب أعلى بكتير ) و لم يذكر النسبة ..
* تانى بعيد على أهمية تعريفه للإستثمار و هو يقصد بيه إيه ( مباشر – غير مباشر ” أموال ساخنة ” ) و على الرغم من إن الإستثمارات الأجنبية المباشرة كانت الأعلى منذ عام 2007 إلا إن التوسع فى القروض و الودائع و الأموال الساخنة برضه زاد و ده بيحمل مخاطر عالية جداً فى حالة خروجها من الأسواق بأرباحها فى فترات زمنية قصيرة كما هو متبع مع تلك النوعية من الإستثمارات ..
* ثانياً تقليل نسبة الإستهلاك مش ميزة و لا يحتاج عقلية فذة لتحجيمه .. يكفى إرتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه و ده هيؤدى بالتبعية لإرتفاع الأسعار اللى هيؤدى برضه لضعف القوة الشرائية لإن الناس ممعهاش اللى تشترى بيه .. الركود اللى أصاب الأسواق ده أضر بالمستهلكين و التجار على حد سواء و عيوبه أكتر من مزاياه بمراحل ..
ــــــــــــــــــ
12 – أسامة كمال سأله سؤال مباشر عن الإحتياطى النقدى و حجمه لو طلعنا منه الديون و الأموال الساخنة ..
* رد و قال إن مينفعش نقول طلعنا منها كذا و كذا و إن الإحتياطى بيتم حسابه شامل كل حاجة سواء ديون أو أموال ساخنة و إن دى تعتبر من ( فتاوى الخبراء ) و ضرب مثل بالإقتصاد التركى إن البنوك المحلية هناك مقترضة فوق ال 100 مليار دولار من الخارج و إن الديون دى 75 % منها ضمن الإحتياطى النقدى التركى ..
* هنا هو أهمل إن الإقتصاد التركى إقتصاد منتج و الناتج المحلى الإجمالى التركى 700 مليار دولار و نسبة نموه 4 % و إن بإنتاجه ده يقدر يغطى كل الأموال الساخنة اللى عنده ببساطه .. ناهيك كمان عن إن اللى بيقرض دولة زى تركيا مبيبقاش قلقان على فلوسه و بيسيبها تشتغل لأطول فترة ممكنة على عكس اللى بيقرض دولة نامية و إقتصادها مؤشراته سلبية زينا بيبقى متابع لكل كبيرة و صغيرة فى السوق و بيتحين فرص الدخول للسوق و الخروج منه بكل دقة عشان يقدر يحقق أكبر مكاسب ممكنة ..
ـــــــــــــــــ
13 – قال إن الأموال الساخنة دى لما جاتلنا فى السنين من 2004 : 2010 ساعدت فى نمو الإقتصاد و قللت من إحتياجات الحكومة للإقتراض الداخلى ..
هو بكده أهمل الظروف المحيطة بالإقتصاد المصرى فى السنين دى و إجمالى ديوننا و إجمالى مصروفاتنا و حجم عجزنا و بالتالى المقرضين ساعتها أقرضونا و هما مطمنين و بنسب فائدة قليلة مقارنة بوضعنا الحالى اللى أرقامه سلبية بأضعاف ما كان موجود فى السنين اللى إستدل بيها و ده هيحط علينا ضغوط قد لا يحتملها الإقتصاد لو أهملنا إدارة تلك الديون ..
ــــــــــــــــ
* ده الجزء الأول من تحليل اللقاء و بسبب ضيق مساحة البوست فأنا مش هقدر أزود عن كده و إن شاء الله هنزل الجزء التانى فى أقرب فرصة ممكنة ..
مصادر :
ــــــــــــ