حقيقة إنخفاض سعر الدولار

by author page

0 comments مقالات متنوعة

حقيقة إنخفاض سعر الدولار ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أكتر من صديق الفترة اللى فاتت طلب منى أتكلم على موضوع الدولار و كنت بجاوبهم على الخاص و طبعاً كتر خيرهم على الثقة .. الحقيقة أنا متكلمتش لإنى حسيت إن ناس كتير كتبت و غطت الموضوع من كل جوانبه فحسيت إنى مش هضيف جديد لكن مع تكرار السؤال فأصبحت الكتابة ضرورة و ربنا يقدرنى و أقدر أضيف حاجة على اللى إتقال قبل كده .. خلينا نكتب البوست بصيغة السؤال و الجواب عشان الفكرة توصل بسهولة ..
ـــــــــــــــــ

* الدولار سعره بينزل ليه ؟

سعره بينزل بسبب توافر سيولة دولارية كبيرة فى وقت قصير سببت زيادة فى المعروض منه و نقص فى الطلب عليه ..

ــــــــــــــــــ

* السيولة اللى اتوفرت دى منين ؟

– 4 مليار دولار من بيع سندات مصرية فى البورصات العالمية ..

– 2.75 مليار دولار الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد الدولى ..

– 1 مليار دولار قرض من البنك الدولى للإنشاء و التعمير ..

– 500 مليون دولار قرض من بنك التنمية الإفريقى ..

– 6 مليار دولار كانت تعهدت بيهم دول صديقة زى الصين اللى بدلنا معاها ما يوازى 2.8 مليار دولار و الإمارات و السعودية و ألمانيا و بريطانيا و دول تم ذكرهم فى أخر تقرير لصندوق النقد الدولى بخصوص القرض ..

– الإيراد الدولارى الطبيعى بتاعنا ( تحويلات المصريين بالخارج + إيراد القناة + عوائد التصدير .. إلخ )

ـــــــــــــــــــــ

* معقول السيولة دى هى اللى عملت ده كله ؟

لأ .. توفر السيولة عامل رئيسى طبعاً لكن مش لوحدها خصوصاً إن طارق عامر رئيس البنك المركزى لما سألوه بعد قرار التعويم هل سيتم دعم الجنيه فى البنوك لتحجيم الإرتفاع المتوقع فى سعر الدولار قال مش هيحصل لإننا بكده يبقى معملناش حاجة ( و ده صح بالمناسبة ) و بناءاً عليه فالسيولة اللى جت أضيفت للإحتياطى و لم يتم دعم الجنيه بيها ..

ــــــــــــــــــــ

* أومال إيه اللى حصل عشان يحصل النزول ده كله ؟

– السوق المصرى بقى شبيه بالبورصة المصرية لأقصى حد .. إشاعة واحدة ممكن تقلب السوق رأساً على عقب .. مجرد ذكر إن فى فلوس دخلت مصر فده بكل تأكيد هيسبب حالة فزع عند حائزى الدولار و المضاربين عليه خصوصاً إن المرة دى دخلت سيولة حقيقية و كتيرة مش مجرد كلام زى كل مرة ..

– إضافة لكده شغل الإعلام المكثف لتخويف المضاربين على الدولار انهم هيخسروا فلوسهم و يلحقوا يغيروا قبل ما يبقى بتراب الفلوس و ده الحقيقة بيجيب نتيجة مش بطالة أبداً لإن عدد كبير من المضاربين على الدولار لا يملكوا الخبرة الكافية فى المضاربة عليه و بالتالى أى خبر زى ده بيأثر نفسياً عليهم ( ده مش عيب على فكرة ) لإنهم بالأساس أفراد عاديين كل همهم الحفاظ على مدخراتهم بسبب الضعف العام للجنيه مش المتاجرة بيه و الربح من خلاله ..

– حاجة كمان و هى غير مؤكده لكن طبيعى إن الواحد يفكر فيها و هى إن البنك المركزى بيدى أوامر للبنوك بتخفيض سعر الدولار على الشاشات لإيهام الناس بتحسن الوضع و ده للضغط على المضاربين على الدولار طبعاً .. المعلومة دى مفيش عليها دليل مادى و لكن التفكير فيها منطقى فى ظل حالة الحرب المعلنة بين البنك المركزى و بين المضاربين ..

ـــــــــــــــــــــ

* إيه المتوقع الفترة الجاية ؟

المتوقع إستمرار الهبوط لمستويات سعرية فى حدود ال 15 أو أقل شوية و بعدين إستقرار السعر لفترة لحين إتضاح الصورة و بعدها محتمل إنه ينخفض تانى أو إنه يرتفع ..

لو إنخفض فهينزل لحدود ال 13 و لو إرتفع هيرتفع لحدود ال 20 ثم 23 ثم 25 ثم 27 بحد أقصى و ده أقصى رقم أنا سمعته و قريته لناس مهتمه بالتحليل الفنى للعملات ..

ملحوظة مهمة :

( أنا غير خبير بسوق العملات و لا التحليل الفنى و المستويات السعرية دى أنا بجيبها من المتخصصين )

ــــــــــــــــــــــ

* طب إيه هو الإحتمال الأقرب ؟

من وجهة نظرى الإحتمال الأقرب هو إرتفاع سعر الدولار مرة تانية لحد فين و يبتدى يرتفع إمتى .. الحقيقة معرفش لكن مع أول طلب عالى على الدولار و مع ثبات إيرادنا الدولارى المعتاد هيبتدى السعر يتحرك لفوق ..

ده هيبان طبعاً خلال الشهور الجاية و محدش يقدر يتوقع ده يحصل إمتى لإن فى متغيرات كتير ممكن تحصل تغير فى المعادلة إما إيجاباً أو سلباً ..

ــــــــــــــــــــــ

* إيه الأسباب اللى تخلينى أتوقع زيادته ؟

– أغلب السيولة اللى توفرت لينا فى الفترة القصيرة اللى فاتت توفرت من قروض و ديون ليها تواريخ إستحقاق و هيتدفع عليها فوائد و فوائد عالية بالمناسبة و ده هيجبرنا على إستثمار القروض دى فيما ينفع الدولة و يعود عليها بالفايدة لإننا لو معملناش كده مش هيبقى قدامنا غير الإقتراض مرة تانية و تالتة لمحاولة تدارك أخطاء القرض ده ..

– بالأساس إحنا مديونين و علينا ديون قديمة واجبة السداد و الإحتياطى النقدى الأجنبى بتاعنا مكانش يكفى إننا نسدد لإن الموجود منه كان مخصص لإستيراد السلع الإستراتيجية اللى من غيرها مناكلش .. يعنى بإختصار القرض ده و باقى القروض المكملة ليه كان بغرض سداد ديوننا القديمة من قروض و ودائع خليجية و أوروبية زى وديعة قطر و تركيا و ليبيا و السعودية و ديون نادى باريس و كان لازم ناخده و إلا كانت ردود الأفعال هتبقى فى غاية السوء ..

– تحجيم الإستيراد بالشكل الحالى صعب إنه يستمر لإن ده هيسبب نقص كبير فى سلع المصريبن كانوا بيعتبروها سلع أساسية و اتعودوا عليها فمع الوقت لازم تقل القيود على الإستيراد و ده هيزود الطلب على الدولار ..

( بالمناسبة موضوع أجازة الصين ده غير مؤثر بالمرة على سعر الدولار لإن الأجازة خلصانة يوم 3 فبراير يعنى من حوالى أسبوعين و كده كده اللى بيستورد مش هيستنى الأجازة تخلص و كان هيشترى من قبلها اللى يمشيه و طبيعى إن معدل الطلب كان يفضل زى ما هو )

– شهر رمضان و الحج و العمرة تعتبر مواسم مهمة المصريين بيحتاجوا فيها دولار بكثرة و كمان ريال سعودى للأمانة إما لإستيراد مستلزمات معينة أو لإستخدام العملات فى السفر و ده بطبيعة الحال هيزود الطلب على الدولار ..

ــــــــــــــــــــــ

* طيب البنك المركزى بيعمل إيه للسيطرة على سعر الدولار ؟

– البنك المركزى بيلجأ لنظرية السوق الحر و إن معدلات التضخم العالية دى هتجبر الشعب على عدم الشراء و بالتالى الأسعار تقل لوحدها بدون تدخل منه و معاها هيقل التضخم و هتقل حاجة الناس للدولار و بالتالى يقل الطلب عليه ..

النظرية صحيحة طبعاً و الطبيعى إنها تجيب نتيجة لكن مستوى الفقر و حالة السوق بيبقى ليهم عامل مهم فلو معدل الفقر قليل و حالة السوق نسبياً معقولة الوضع بيتحسن بسرعة أما لو معدل الفقر عالى و حالة السوق سيئة زى عندنا ف #التضخم بيتقلب ل #ركود فى فترة زمنية قصيرة جداً و لو إستمر الركود لفترة بين 6 شهور إلى سنة هندخل فى مرحلة #كساد و يبقى توصيف حالتنا ساعتها #ركود_تضخمى و دى حالة علاجها أصعب بكتير من التضخم لإن التضخم بيبقى أعراضه زيادة الأسعار و لكن السيولة متوفرة فمعدلات الإستهلاك بتبقى مناسبة و بتصب فى صالح الإقتصاد الكلى للدولة فى النهاية و لو بنسب معينة أما الركود و الكساد و العياذ بالله بيخلى السوق يقف تماماً و الإقتصاد بيتأثر سلبياً بشكل أقوى بمراحل و حرفياً و بلا أدنى مبالغة بيوت ناس كتير بتتخرب فى حالة الكساد ..

ممكن تعرف أكتر عن التضخم و الركود و الكساد من المقال ده http://cutt.us/4CjOz
ـــــــــــــــــــــــــ

* طب إيه الخلاصة ؟

– انت ممكن تتخيل اللى حصل على مثال أبسط شوية عشان متتوهش ..

بإفتراض إن الدولة عبارة عن شخص تراكمت ديونه و استحق معاد سدادها و هو ممعاهوش يسدد فاضطر إنه يقترض تانى بفايدة أكبر عشان يسدد جزء من ديونه القديمة .. شطارة الشخص ده بتتمثل فى إستثماره للمبلغ الباقى و تحقيق أرباح تغطى أقساط ديونه القديمة و الجديدة .. أما لو فشل الشخص ده فى تحقيق ارباح فهيضطر يستلف تانى بفوايد أكبر عشان يسدد الديون القديمة كلها و دى بنسميها #دايرة_الدين و اللى بيدخلها و بيفشل فى السداد مبيخرجش منها بسهولة ..

– الحقيقة الإنخفاض ده خادع جداً لإن مفيش قيمة مضافة زادت على الإقتصاد خلال الفترة القصيرة اللى فاتت دى و بالتالى من الطبيعى جداً إننا نتوقع إنتكاسه تانى فى سعر الجنيه مع تواريخ إستحقاق الديون أو إرتفاع فاتورتنا الإستهلاكية ..

– لكن برضه الصورة مش سودة أوى كده و القرض كان ضرورة خصوصاً بعد ما كنا وصلنا لمرحلة إقتصادية يرثى لها و يمكن لو أنا مكان متخذ القرار الإقتصادى كنت قررت إنى أخد القرض برضه و لو تم إستغلال كمية القروض دى صح و تم توجيهها للإتجاه الصحيح فإننا على الأقل هنقدر نحط رجلينا على أول الطريق اللى أخره بطبيعة الحال النجاح ..

– إحنا لازم نستغل الدعم اللى أنا شايفه سخى جداً من المؤسسات النقدية الدولية و نوجهه لتنمية قطاعات كتير كانت متهالكة فى الدولة كنت ذكرت بعضها فى المقال ده http://cutt.us/BXTpY .. الدعم اللى انا على ما أعتقد متقدمش زيه لدولة إفريقية قبل كده بإستثناء جنوب إفريقيا إن لم أكن مخطىء يجب أن يوجه توجيهاً صحيحاً لإن الغلطة المرة دى هتجرنا لمزيد من الديون و مزيد من الأعباء ندخل بيها دايرة الديون اللى هتصنفنا فى نظر العالم كدولة فاشلة مش قادرة تسدد ديونها رغم كل محاولات مساعدتها ..