هل نعيش أحداث أخر الزمان ؟

موضوع نهاية العالم وأخر الزمان موضوع قديم طبعاً وفى متخصصين فى دراسته .. وأنا مش منهم بالمناسبة عشان اللى هيقرأ الموضوع ده يتعامل معاه من المنطلق ده .. أنا مجرد قارىء للأحداث .. والأحداث اللى بيمر بيها العالم فى أخر كام سنة غريبة .. غريبة جداً لو شئنا الدقة .. وبتخليك غصب عنك تفكر لو احنا فعلاً فى نهاية العالم فالموضوع هيحصل إزاى طبقاً للمعطيات اللى بين إيدينا .. الموضوع عامل زى قطع البازل اللى بتتكون قدامك لكن إنت مش قادر تلم بكل تفاصيلها .. النهاردة قولت أدردش معاكم بخصوص قطع البازل دى ..

ـــــ

زمان وأنا صغير سمعت كذا مرة إن الناس فى أخر الزمان هترجع تركب خيول وتحارب بالسيوف وده معناه إنتهاء الحضارة اللى إحنا عايشينها دلوقت .. النقطة دى جايز مختلف عليها بين الفقهاء لكن لما قرأت الأحاديث الشريفة اللى بتدعم وجهة النظر دى إقتنعت بيها بصراحة .. يعنى مثلاً فى حديث النبى ﷺ عن معركة أخر الزمان ذكر ضمنه جملة قال فيها :

( قد علقوا سيوفهم بالزيتون )

وفى أخر الحديث بيذكر صراحة إن المسيح عليه السلام بيقتل الدجال بحربته فبيقول ﷺ :

( فإذا رآه عدو الله – أى الدجال – ذاب كما يذوب الملح فى الماء .. فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده – أى يد المسيح عليه السلام – فيريهم دمه فى حربته )

ودى إشارة واضحة لإستخدام السيوف والحراب فى المعارك وقتها ..

طيب هل ده الحديث الوحيد .. لأ طبعاً .. حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن نفس المعركة قال إن النبى أخبر عن طليعة جيش المسلمين اللى هتبقى مكونة من عشر فرسان فقال ﷺ :

( إنى لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم .. هم خير فوارس على الأرض يومئذ .. أو قال : هم من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ )

يعنى ذكر نصاً إنهم فرسان وراكبين خيول ..

أما حديث النبى ﷺ عن يأجوج ومأجوج فقال فيه :

( سيوقد المسلمون من قِسى يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين )

القسى جمع قوس والنشاب هى الأسهم والأترسة جمع ترس ومعروف طبعاً إن دى أسلحة إستخدمت فى حروب ما قبل الحضارة الحديثة ..

ـــــ

تعالى بقى نروح للنقطة اللى بعدها ونسقط ده على واقعنا .. هنوصل لده إزاى ؟!

المنطقى وطبقاً للى إحنا عايشينه إن مفيش حاجة تعمل كده إلا حرب نووية .. معروف طبعاً إن دول العالم كلها بتحاول تتجنب الحرب دى لإنها هتبقى حرب مهلكة للبشرية وده بيخلى دول كتير تتنازل وتعمل صفقات تعايش حتى مع أعدائها .. لكن هل ده مضمون يستمر على طول ؟ .. هل لازم الحرب دى تقوم بسبب خلاف ؟ .. أحب أقولك يا عزيزى إن الحرب دى ممكن تقوم بسبب خطأ تقنى مثلاً وفجأه تلاقى الكون كله بيضرب فى بعضه .. يعنى لما ربنا يأذن هيحصل هيحصل ولو على أهون سبب ..

إمبارح قرأت إن روسيا بتعتبر إن تزويد أمريكا لأوكرانيا بمقاتلات F16 يعتبر تهديد نووى ليها وإنها هتبقى مضطرة لإتخاذ خطوات للردع النووى إذا نشرت أميركا صواريخ بأوروبا وآسيا .. هل ده مؤشر لأى شيء .. الله أعلم .. لكنها أحياناً بتيجى على أهون سبب زى ما قلنا وكرة الثلج الصغيرة بتكبر مع الوقت ..

طيب .. هل فى دليل يخلينا كمسلمين نتوقع إن حرب نووية تحصل بين الأطراف دى ؟

أه .. إقرأ يا سيدى حديث ذو مخمر عن رسول الله ﷺ :

( ستصالحون الروم صلحا آمناً فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون .. ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذى تُلول فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلب الصليب .. فيغضب رجل من المسلمين فيدقه .. فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة )

الحديث ده بيتكلم عن أحداث ما قبل الملحمة .. مرحلة الحضارة والتطور .. العرب هيبقوا فى حالة سلم وصلح مع الروم اللى بيمثلهم دلوقت قوى الغرب .. ودى إحنا عايشينها بالفعل من فترة طويلة .. هنحارب مين بقى ؟ .. عدو موجود ورانا .. وزى ما حضراتكم عارفين إن مفيش ورانا إلا المعسكر الشرقى .. وخريطة المعسكر الشرقى وإن متكونتش بشكل كامل إلا إن إرهاصات تحالف دول زى روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران .. وممكن تركيا .. وتركيا تحديداً هقولكم كمان شوية ليه متوقع إنها تنضم لهم ..

يعنى لو حصلت حرب عالمية نووية هيبقى المعسكر الغربى كله وإحنا معاهم فى كفة والمعسكر الشرقى اللى ذكرناه ومعاهم حلفاؤهم فى كفة .. وزى ما أخبرنا النبى ﷺ فإحنا هننتصر ولكن بطبيعة الحال فالعالم متوقع إنه يتدمر بسبب ضراوة الأسلحة اللى هتستخدم فيه وده اللى بيفسر الجزء الأول من المقال وليه البشر هيرجعوا يحاربوا بالسيوف والخيول والله أعلى وأعلم ..

ـــــ

النصف الثانى من الحديث بيتكلم عن سبب حدوث الملحمة الكبرى وهى حرب نهاية الزمان بين المسلمين والروم .. الحديث بيقول إن بعد الإنتصار بترجع القوات المشتركة لمنطقة وصفها النبى ﷺ ب ( مرج ذى تُلول ) .. يعنى سهل منبسط فيه تلال أو مرتفعات قريبة منه .. عارفين الغرب مسمى المعركة دى إيه ؟ .. ( هرمجيدون – Armageddon ) .. وأرماجيدون هو مكان تجمع الجيوش للمعركة الكبرى حسب ما ذكر فى سفر الرؤيا فى الإنجيل .. الكلمة دى لما بتترجم للغة العبرية بتبقى كده ( har məgiddô ) ودى كلمة مقسومة لقسمين .. ” هار ” ومعناها تلال أو جبال .. ” مجيدو ” وده وادى فى فلسطين على بعد 40 كيلومتر جنوب حيفا إسمه أصلاً مجدون .. وادى منبسط وفيه تلال ..

حاجة كمان لاحظتها مش عارف ليها علاقة بالموضوع ولا لأ لكن هقولها رغم كل شيء .. النبى ﷺ قال فى حديث الملحمة الكبرى :

( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق .. إلى أخر الحديث )

والأعماق هو مكان حدوث الملحمة .. محدش يعرف مكانه بالظبط وبعض الأراء رجحت إنه فى حلب .. لكن لما دورت عن الإسم اللى الكيان مسمى بيه وادى مجدون لقيت إنهم مسمينه ( عيمق يزراعيل – עמק יזרעאל ) .. هل ده له علاقة بإسم الأعماق .. الله أعلم ..

ـــــ

نيجى بقى لأخر جزئية .. فى نص حديث النبى ﷺ عن الملحمة الكبرى ذكر إنه بعد إنتهاء المعركة بيتوجه المسلمين للقسطنطينية وبيفتحوها :

( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق .. فيخرج إليهم جلب من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ .. فإذا تصافوا قالت الروم : خلو بيننا وبين الذين سُبُوا منا نقاتلهم .. فيقول المسلمون : لا والله لا نخلى بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم .. فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً .. ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله عز وجل .. ويصبح ثلث لا يفتنون أبداً .. فيبلغون القسطنطينية فيفتحون .. فبينما هم يقسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان إن المسيح قد خلفكم فى أهليكم )

ده معناه إن الروم بينجحوا فى الإستيلاء على القسطنطينية اللى هى إسطنبول بعد إنتهاء الحرب النووية اللى ذكرناها فى الأول .. عشان كده رجحت إن تركيا تكون ضمن المعسكر الشرقى والله أعلى وأعلم .. معلومة سريعة على الهامش .. الفارق الزمنى بين الملحمة والفتح الثانى للقسطنطينية ست سنين زى ما ورد فى حديث عبد الله بن بسر عن النبى ﷺ :

( بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين .. ويخرج المسيح الدجال فى السابعة )

ـــــ

الخلاصة يا اخوانا إنى أعتقد إننا فى نهاية الزمان .. بسبب عشرات العلامات الصغرى اللى تحققت بالفعل وزاد عليها كمان الأحداث العالمية الأخيرة .. هتقولولى ما هو حصل حروب عالمية وإقليمية كبيرة قبل كده ومجراش حاجة .. هقولك صح .. لكن بص على ترتيب الأحداث .. عشان توصل للنتيجة النهائية لازم قبلها تحصل أحداث معينة .. زى درجات السلم كده .. متقولش إن حرب “غZة” صغيرة وصعب تكون مؤثرة .. حرب غZة مجرد خطوة .. ترس صغير فى آلة عملاقة .. ضيفها مع حرب روسيا وأوكرانيا .. ضيف عليهم التحالفات اللى بتتكون وموازين القوى فيها .. ضيف عليها طموحات بعض الدول للنهوض وكسر الهيمنة الغربية .. لو بصيت من قريب هتحس إن كل شيء طبيعى وعادى وحصل قبل كده 100 مرة لكن لو بصيت من بعيد شوية هتلاقيهم زى خيول السباق كلهم بيجروا بأقصى طاقتهم لتحقيق مراد الله فى أرضه ..

هذا والله أعلى وأعلم ..

تحياتى ..

ـــــ